حوار صحفي مع الكاتبة خديجة محمود
تتشرف جريدة ومؤسسة حلم كاتب بعمل حوار صحفي مع الكاتبة المتميزة "خديجة محمود عوض" والتي تَستحق منّا كل الدعم والتقدير.
____
سـ¹: حدثينا عن سيرتك الذاتية؟
-أنا خديجة محمود عوض، وُلدت في محافظة المنوفية عام 2005، وأحمل بين أناملي شغف الكتابة منذ نعومة أظافري، نُشِرَت مقالاتي في الجرائد الإلكترونية وشاركت في أكثر من خمسة عشر كتابًا مشتركًا، بالإضافة إلى عملي في التدقيق اللغوي لدى دور نشر عربية، والتدريب لمجال الكتابة الإبداعية.
سـ²: حدثينا عن موهبتك ومتى اكتشفتِها؟
الكتابة ليست مجرد موهبة، بل هي ذلك الصوت الداخلي الذي ظل يناديني حتىٰ أدركت وجوده، كنتُ أترجم أفكاري إلى كلمات منذ المرحلة الإعدادية، لكنني أيقنتُ أنها أكثر من مجرد خربشات عابرة حين وجدتُ صدىٰ نصوصي في قلوب من يقرؤونها.
سـ³: ما أهم صفات الكاتب من وجهة نظرك؟
الكاتب الحقيقي هو ذلك الذي يحمل بين يديه شعلة الفكر والقلب، فيضيء بها عتمة العقول، ويُحرك بها مشاعر القارئ.. أهم هذهِ المشاعر الصدق..
والعمق، الإحساس، والقدرة على رؤية ما وراء الكلمات… تلك هي مفاتيح الكتابة الخالدة.
سـ⁴: حدثينا عن إنجازاتك في مجال الكتابة؟
أنجزتُ الكثير، لكنني لا أرىٰ الإنجاز بعدد النصوص المكتوبة، بل بمدى أثرها في قارئها، أول مؤلفاتي هو "بريد الروح"، الذي ينتمي إلى أدب الرسائل، وأنا في طور إعداد كتاب جديد.. كما قدمتُ دورات تدريبية في التدقيق اللغوي، الكتابة الإبداعية بخبرة ثلاث سنوات، وأسهمتُ في مشاريع أدبية مختلفة.
سـ⁵: حدثينا عن طموحاتك التي تسعين إلى تحقيقها؟
أسعى لأن أترك بصمة في عالم الأدب، لا بالحضور فقط، بل بالتأثير، أطمح إلىٰ أن تكون كلماتي منارة للقارئ، ونافذة يرى من خلالها نفسه والآخرين بوضوح أعمق.
سـ⁶: ماذا تمثل لك الكتابة؟ وكيف ترينها؟
الكتابة هي الوطن الذي أعود إليه كلما قست عليّ الطرقات، وهي المرآة التي تعكس ذاتي كما أريدها أن تكون.. أراها حوارًا صادقًا بين الكاتب وقلبه قبل أن تصل إلىٰ القارئ.
سـ⁷: ما هي أنواع الكتابة المفضلة لديك؟
أميل إلى الكتابات العميقة التي تحمل بين طياتها رسالة، سواء كانت في القصة، المقال، أو الأدب التأملي.، كما أنني أجد في أدب الرسائل مساحة واسعة للتعبير الحر، وأهيم حُبًا في الأدب البوليسي أو الأدب الجنائي لِما له من تأثير رائع علىٰ تشغيل العقل والبحث الدؤوب حول الجريمة.
سـ⁸: مَن هو الداعم الذي دعمك حتى تصلين لما وصلتِ إليه؟
لا أنكر فضل من آمنوا بي وبموهبتي رُغم أنهم قِلة قليلة مُقارنةً بِدائرة معارفي الواسعة، لكن الدعم الحقيقي كان إيماني بقدرتي على الاستمرار رغم كل شيء.
سـ⁹: ما هي الصعوبات التي واجهتكِ في مجال الكتابة؟ وكيف تخطيتها؟
الصعوبة الكُبرىٰ لم تكن في الكتابة ذاتها، بل في إيجاد من يقرأ بروح متذوقة، وفي مواجهة قيود المجتمع التي لا ترىٰ الأدب مهنة بل هواية عابرة، تخطيتُ ذلك بالإصرار على أن تكون كلماتي أقوىٰ من أي عائق.
سـ¹⁰: كيف تتعاملين مع موهبتك؟ وكيف تنمينها؟
أعاملها كطفل يجب الاعتناء به، فأُغذيها بالقراءة، وأصقلها بالممارسة، وأُحافظ على وهجها بالتأمل والتجربة المستمرة.
سـ¹¹: شيء من كتاباتك؟
"إننا لا نبحث عن الكلمات، بل نبحث عن أنفسنا فيها… فنحن أبناء اللغة بقدر ما نحن أبناء الحياة."
- خديجة عوض.
وأخرىٰ أحبها..
"والآن فَقط.. أتنفسُ عبقكَ، الذي ينساب إلىٰ رَوحِي كَنفحةِ القَدرِ، بعدما أقسمت ألَّا أُلوَّثُ أنفَاسِي بِرائحةِ العابرين.
- خديجة عوض.
سـ¹²: هل لديكِ أي مواهب أخرى؟
ربما لديّ حس فني في التصميم والتدقيق البصري، وفي بعض الأحيان أنقل بعدستي إبداع الخَالق في كونه، لكن الكتابة تظل المركز الذي تدور حوله كل مواهبي الأخرىٰ.
سـ¹³: هل تعتقدين أن الموهبة وحدها تكفي للنجاح؟
الموهبة شرارة البداية، لكنها لا تكفي إن لم يُغذِّها الاجتهاد، فحتى الألماس يحتاج إلىٰ صقل ليظهر بريقه.
سـ¹⁴: من وجهة نظرك، كيف يتعامل الكاتب مع النقد؟
النقد إما أن يكون جسرًا يعبر به الكاتب إلى مستوى أعلى، أو يكون حجرًا يُلقيه الجاهلون في طريقه. الفرق بينهما يكمن في عقلية الكاتب نفسه.
سـ¹⁵: هل هناك رسالة تودين إيصالها من خلال الكتابة؟
رسالتي بسيطة: لا شيء أكثر صدقًا من الكلمات التي تُكتب من القلب، ولا شيء أكثر ديمومة من فكرة صادقة تُزرع في العقول.
سـ¹⁶: ما النصائح التي تودين توجيهها للكتّاب المبتدئين؟
اكتبوا بقلوبكم قبل أقلامكم، لا تخافوا الأخطاء، ولا تستعجلوا الشهرة.. دعوا كلماتكم تتنفس بحرية، وستصل يومًا لمن يستحقها.
سـ¹⁷: قبل أن نختم حدّثينا عن كتابك "بريد الروح" ولماذا تعتبرينه أهم إنجاز لك؟
"بريد الروح" ليس مجرد كتاب، بل هو رسالة مفتوحة إلى كل من يبحث عن ذاته بين الكلمات، هو مزيج من المشاعر الصادقة، القضايا الواقعية، والرسائل التي تتحدث بلغة الروح بعيدًا عن الرسميات والمجاملات، وأعتبره أهم إنجاز لي لأنه؛ يحمل جزءًا مني، ويعكس رؤيتي للحياة والعلاقات والإنسان، إنه الخطوة الأولىٰ على طريق طويل، لكنه الخطوة التي منحتني الثقة بأن صوتي سيصل، حتىٰ وإن تأخر صداه.
كلمتكِ الأخيرة للقاء وللمحررة؟ وكيف تصفين المؤسسة؟
لكل لقاء أثر، وهذا الحوار كان مساحة جميلة للبوح، أما مؤسسة حلم كاتب، فهي أكثر من مجرد اسم؛ إنها منصة تحمل في طياتها بذور الإبداع، وأملٌ لكل من يحمل حلمًا ويبحث عن منبر لصوته.
تعليقات
إرسال تعليق