حوار صحفي مع الكاتبة المبدعة إسراء داوود


•اسمك؟ 
-إسراء داوود «سيلي» 

•دراستك؟ 
- ليسانس أداب جامعة عين شمس، 
كما حصلت على دبلومة بالتخاطب والتوحد وتعديل السلوك. 

•محافظتك؟ 
-القاهرة

•متى بدأتي الكتابة؟ 
-أكتب منذ طفولتي، أما بدايتي بشكل رسمي في كتاب ورقي كانت بـ 2019-2020

•أهم صفات الكتابة من رأيك؟ 
-الصدق والإيمان بأحرفه: فمن وجهة نظري، لا أجد أهم من هذه الصفة للكاتب، أي يجب أن يكون مؤمن بروحه الكتابية، ولا يكتب إلا ما يشعُر ويؤمن به. 
لا يجب أن يستخدم مرادفات قوية ومدهشة فقط ليبهر الآخرين بمهارته اللغوية، بل عليه أن يبهرهم بصدق كل كلمة يكتبها، لأنه إن سلط الضوء على الاهتمام بإبهار الآخرين بالمرادفات القوية فقط؛ فإنك ستفقد احساس أحرفك، والحروف بدون احساس، مجرد موهبة كاذبة بالنسبة لي.

•خططك المستقبلية؟ 
- خططي المستقبلية تتمثل في استكشاف جوانب جديدة ومتنوعة في فن الكتابة الروائية لإبتكار وخلق عوالم متعددة ومتنوعة.

•ماذا تمثل لكِ الكتابة؟ 
-  الكتابة تمثل مأوى لروحي، فمن خلالها أعبر عن صراعاتي الداخلية وذواتي المتعارضة، وتجعلي أستطيع تجسيد وتنظيم العواطف والأفكار المتضاربة -التي تحاصرني- وتحويلها إلى أشكال ملموسة ومفهومة. 
لذا.. أجل، أعتبر الكتابة ملاذًا آمنًا يسمح لي بالتعبير بحرية وصدق عن جميع جوانبي، بغض النظر عن طبيعتها الإيجابية أو السلبية. ومن خلالها أشعر بوجودية أكبر.. واتصالًا عميقًا مع عوالمي الداخلية.

•انواع الكتابة المقربة لكِ؟ 
-لا أستطيع التقيد بـ «نوع»  محدد،  فكما أخبرتك، بداخلي العديد من العوالم والتناقضات، لذا قد أحب الكتابة الدرامية، والرومانسية تارة، وتارة أغرق بحب الفانتازيا، الأكشن، أو الغموض.. إلخ. 

•من أول شخص كان ومازال داعم لكِ؟ 
- رفيقة الدرب والفؤاد، الكاتبة ضحى أحمد. 
وزوجي. 

•ما أهم انجازاتك؟ 
-لا أعلم إن كان أيًا مما حققته حتى الآن يعتبر إنجازًا، لكن إنجازي سيتمثل باليوم الذي سأعلم فيه أن أحرفي تركت تأثير إيجابي بعقول الاخرين وفتحت عقولهم وأعطتهم اجابات لأسئلة أرهقتهم طويًلا. 

•ما هي الصعوبات التي واجهتك؟ 
-الصعوبات التي واجهتني وكنت أعاني منها ومازلت: هي عدم وجود الدعم الكافي، ومشكلة عدم الثقة بي وعدم الإيمان بي من قبل من حولي ومن قِبلي، فبوقتٍ ما كنت عدو لنفسي، ظننت مثلهم دومًا أنني لن أحقق شيء، لكني أدركت أن السقوط هو بداية جديدة لنهوض جديد، وأن نهاية كل حلم، هو بداية لحلم أجمل وأفضل، ولطريقٍ أكثر قوة وضعه الله لي.

•كيف تتعامل مع موهبتك كي تنميها؟ 
-ابحث عن مصادر إلهام متنوعة من حولي واستغلها، حتى أحلام اليقظة التي لدي أقوم باستغلالها ثم أخصص وقت محدد للكتابة يوميًا واستغله بشكل فعّال، كما أعتدت دومًا أن أقوم بإلقاء نظرة عابرة على أعمالي السابقة لأتمكن من تحديد نقاط قوتي وضعف ولأعيد صياغة سطر ما أو فصل بأكمله وبذلك استطيع محاولة تطوير أحرفي باسلوبي الخاص. 

•شيء من كتابتك: 

-لَقد جربت جميع أنواع الحُب؛ جربت حُب من طرف واحد، جربت أن أحب 
من جنسي. جَربت أن أبقى مع شخص يحبني ولا أحبه، جَربت أن أكون مع 
أحدهم لأجل المُتعة،
وكلها انتهت بنتيجة واحدة؛ خُذلان عظيم، آلم بالقلب، وأعداء بالرأس. 

جَربت التحدث باليابانية، الصينية، الإيطالية، والأسبانية، وأنتهى الأمر برضاي بمستواي المتوسط في الإنجليزية. 

جَربت الذهاب للكنيسة يومًا، وباليوم الآخر اشتريت مجموعة دُمى وأقنعتهم أنني إلههم الوحيد. 

جربت الإلحاد يومًا، والتديُن شهرًا. جربت أن أكون عبثيًا لبرهة، وعدميًا لدقائق معدودة. 

جَربت الرقص وحدي، والرَقص على القبور. جَربت الرقص على أحزاني وعلى انتكاساتي. 

جَربت البوح بكم كُرهي للدُخان، ثُم جربت التوجه لالتهام السجائر خلسةً في
المرحاض لكي لا يتعرى تناقضي وازدواجيتي أمام غيري. 

 جربت بطفولتي القيام بدور المُختل رغم أنني بخير، وعندما كبرت؛ أضطررت
القيام بدور المتزن، رغم كم الأمراض النفسية التي باتت تُعانق روحي ورأسي.. وجسدي. 

جَربت الانتحار مرتين، وبالثالثة كتبت مقالًا عن حُب الحياة والتمسك بالقوة، ثُم أغلقت هاتفي وذهبت لمعاودة تجربة مرتي الرابعة إلى المئة..

جَربت العديد من الأشياء ونقيضها، لكني لازلت لم أجد ذاتي من بين كُل ذلك
لذا لا تَظن أن بحرفٍ واحدٍ مني ستُجيد الحكم عليّ أو تحليلي، فـ حتى إن خلعت
جميع أقنعتي أمامك لن تستطيع التعرُف عليّ.. 

لأنني ببساطة.. لم أجرب يومًا محاولة الجلوس معي وفك شفراتها، 
أو لرُبما حاولت ذلك لملايين المرات، لكني فقط لا أود الاعتراف بفشلي
في ذلك، 
لست أدري.. 

إسراء_داوود «سيلي»

•هل لديكِ موهبة أخرى؟ 
- لا أعلم بعد. فأنا مازلت أواجه مشكلة من الاعتراف بكلمة (موهبة) بشكل كلي. 

•هل تظن أن الموهبة وحدها تكفي للنجاح؟ 
-الموهبة في الكتابة وحدها ليست كافية لتحقيق النجاح. فالكتابة الناجحة تتطلب أكثر من مجرد الموهبة الطبيعية.. كالصدق، فالصدق في الحروف يعد عنصرًا مهمًا في تحقيق النجاح في الكتابة. إذ أن نقل الأفكار والمشاعر بصدق يُلهِم القراء ويخلق تأثيرًا عميقًا. فعندما تنقل أفكارك وتشاطر قصصك بصدق، ستتمكن من التواصل مع القراء واستحضار ردود فعلهم وتأثير الكلمات عليهم.

ومع ذلك، ينبغي أن نذكر أن الصدق في الحروف ليس مجرد نقل الحقائق فقط، بل يتعلق بإيصال تجاربنا الشخصية ورؤيتنا الفريدة بطريقة صادقة. ينبغي علينا أن نعترف بعيوبنا وأن نكون شفافين في الكتابة.
عندما نكتب بإخلاص ونعبر عن أصدق مشاعرنا، فإن ذلك يبعث برسالة أكثر قوة إلى القارئ ويبني ارتباطًا عميقًا ومعنويًا بين الكاتب والقارئ... 

وبالتالي، يمكننا القول إن الموهبة في الكتابة تُشكِل نقطة انطلاق هامة، ولكن صدق الأحرف وقدرة الكاتب على التواصل بصدق وفضح العواطف هي العناصر الأساسية لتحقيق النجاح في الكتابة.

•من وجهة نظرك كيف يتعامل الكاتب مع أي نقد يوجه له؟ 
-إن تم توجيه نقد للكاتب، فأولًا وقبل كل شيء، يتعين على الكاتب أن يفهم أن النقد جزء لا يتجزأ من عمله. فالكتابة فن عموماً، وكل فن يجذب إليه الجمهور يستحق المراجعة والنقد. يجب أن يرى الكاتب النقد بوصفه أداة للتحسين والتطوير، وفرصة للاستفادة من آراء الآخرين وتوسيع آفاقه الفكرية.

ثانيًا، يجب على الكاتب البدء بتقييم النقد بعين فاحصة. يجب أن يسأل نفسه: "هل هذا النقد يأتي من شخص مؤهل ومختص في مجال الكتابة؟ هل يحمل محتوى بناء يمكنني الاستفادة منه؟ هل ينصح بشيء معين يمكنني تطبيقه في أعمالي المستقبلية؟". من خلال تحليل هذه الأسئلة، يمكن للكاتب تقييم جدوى النقد ومدى استحقاقه لاهتمامه واهتمامه بالمجيب.

ثالثًا، يجب على الكاتب معالجة النقد بصدر رحب وعقل مفتوح. يجب أن يتقبل أن الجميع لديه وجهة نظر مختلفة وتجربة فريدة، وقد يكون النقد طريقة لإظهار وجهة النظر الأخرى. يجب عليه أن يتجاوز الدفاع الشخصي وأن يستفيد من النقد لاستكشاف نقاط ضعفه والعمل على تحسينها. 

أخيرًا يجب على الكاتب أن يستمتع بما هو هنا والآن، وأن يحترم روح الحرية والإبداع والتعددية في الكتابة. يجب أن يسعى للأفضل دائمًا، وأن يُذكر بأن النجاح الحقيقي هو نتاج تجارب الفشل وإعادة البناء المستمرة. يمكن للكاتب أن يرى النقد كفرصة للنمو والتطور وتحقيق أعلى إمكاناته.

•ما هي الرسالة التي تود توصيلها من خلال تجربتك؟ 
- رسالتي هي أن يعلم المرء أنه يجب يلجأ للكتابة لأجل نفسه، ولأجل أن يسطر معاناته بقلمه وليس لأجل الموضة والشهرة. فالكتابة علاج للروح ، لذا يجب أن يتذكر دومًا أن حب وتقدير الذات أهم من أي شيء في الدنيا، وهذا ينقلنا للحياة وماهيتها.

لأن الحياة ما هي إلا اختبارات وتجارب دون توقف، ودورك هنا المواصلة والمحاربة، لنستمر في الخروج من اختبار والدخول في الآخر، حتى إذا فشلنا لا بأس لن تكون نهاية العالم أو نهاية أهدافنا وأحلامنا المراد تحقيقها، فإذا وقعنا مرة سنأخذ استراحه محارب ونكمل بعدها باقي المسيرة بروح النور.

•إذا طلبت منك وصف المؤسسة لكي تلفت نظر العالم اليها وتبقى اقرب للقلوب، ماذا ستقولين؟ 

-أولًا، أتمنى لهذه المؤسسة كل النجاح والتوفيق، فإنها مؤسسة تسعى إلى أن تكون قريبة من قلوب الشباب وتدعمهم في رحلتهم الإبداعية . وتسعى  لتوفير الفرص للشباب للتعبير عن أنفسهم وتحقيق طموحاتهم من خلال الكتابة.. وأعتقد أن ذلك أرقى شيء يتم تقديمه للشباب الموهوب.
مؤسسة الجريدة الإعلامية إنچي أحمد

تعليقات

  1. هذه الكاتبة العظيمه و رفيقةُ دربها مَن أنارا لي طريق فُتح بنهايته باب بآفاقه الواسعة نحو قراءةٍ عميقة و الغرقُ في كل حرفٍ تنسچه أناملُهما ، أتشرف بمعرفتهما حتي الآن و افتخرُ بعيناي التي رأتهُما اول المسير..

    ردحذف
  2. حوار راقي جدا يوضح رُقي الكاتبه والصحفيه
    اتمنى كل التوفيق لعزيزتي إسراء داوود وأن تحظى بكل الخير وتسير نحو الأفضل دائماً💜💜

    ردحذف
  3. راق لي❤🐥

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة إسراء الأمير

حوار صحفي مع الكاتبة المبدعة خلود عادل

حوار صحفي مع الكاتبة ايمان ممدوح